نزار قباني )
حينما يذكر هذا الاسم
يفتح باباً كبيراً ليس له عرض !
ملء الدنيا بما كتب من شعر
حباً
وجمالاً
وسخطاً
وغضبا
فوق الخط الأحمر
كان ينام نزار
وفي وادي التمرد
كان يتوه نزار
ولاكن عندما يصحي نزار
يشعل الدنيا ... عبيراً وأنوار !
-----------------------------
يا ابنَ الوليـدِ.. ألا سيـفٌ تؤجّرهُ؟
فكلُّ أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـقُ، يا كنزَ أحلامي ومروحتي
أشكو العروبةَ أم أشكو لكِ العربا؟
أدمـت سياطُ حزيرانَ ظهورهم
فأدمنوها.. وباسوا كفَّ من ضربا
وطالعوا كتبَ التاريخِ.. واقتنعوا
متى البنادقُ كانت تسكنُ الكتبا؟
سقـوا فلسطـينَ أحلاماً ملوّنةً
وأطعموها سخيفَ القولِ والخطبا
كان في حياته ... مثيراً للجدل
فأصبح في مماته ... سيد الجدل
لم يكن يعترف ... بحدود القصيدة !!
ولم يخشى النقد !!
فغرق بملفات التهم
ولا تزال طيورها تحلق في جو ذكراه !!
ولد الشاعر نزار بن توفيق قباني سنة 21/3/1923م
في حي ( مئذنة الشحم في القيمرية) بسوريا
درس في الكلية العلمية الوطنية بدمشق وفيها التقى أستاذه خليل مردم بك الذي ربطه بالشعر ودفعه إليه وكان حينذاك معلم الآداب في مدرسته .
ثم التحق بمدرسة التجهيز القسم الأدبي ثم القسم الفلسفي
وتخرج من كلية الحقوق ( جامعة دمشق 1944م )
ثم التحق بالعمل الدبلوماسي، وتنقل خلاله بين القاهرة، وأنقره، ولندن، ومدريد، وبكين، وبيروت. وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي وأسس في بيروت داراً للنشر تحمل اسمه، وتفرغ للشعر، وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين مجموعة شعرية ونثرية
قال وقد صدق ... فيما قال :
أبا تمام ..
أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا
ولا شمس ولا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
وثار اللفظ .. والقاموس..
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته ..
ومل جذوعه الشجر
ونحن هنا ..
كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
فلا ثوارنا ثاروا ..
ولا شعراؤنا شعروا ..
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق ..
وكل دموعنا حجر
سياسي من الطراز الأول
إلا في كتابة القصيدة !
ثلثين أرثه الشعري ... بسم النساء !
والبقية ... حزن ... وشتات ... وعناء
هو شاعر ... لا يحتاج لشهادة
فقد أسس مدرسته النزارية ... في وسط الزحام الأدبي
ونجح ... في ذلك المشروع
قلة أدب ... في أدبه !
وقلة شراسة ... في قلمه
لم يكن يهاب الجماهير
والجماهير كانت في شطرين
الأول : يقول يعيش المبدع نزار
والآخر يقول : بل يسقط المنحل نزار
وبينما هم ... مختلفون بينهم
أخذ نزار يمطر بالأشعار
الوطنية
والنرجسية
والشطحية
والأنثوية
حتى ... أتى أمر الله
فأصبح نزار قباني ... صفحة مطوية
في جوف أرشيف التاريخ
هناك من يرفضها كلها
وهناك من يعشقها كلها
والقليل ... من ينتقى منها
المسجد الأقصى ، شهيد جديد
نضيفه إلى الحساب العتيق
وليست النار، وليس الحريق
سوى قناديل تضيء الطريق
نخرج كالجن لكم
من قصب الغابات
من رزم البريد، من مقاعد الباصات
من علب الدخان، من صفائح البنزين،
من شواهد الأموات
من الطباشير.. من الألواح.. من ضفائر البنات ..
لن تفلتوا من يدنا..
فنحن مبثوثون في الريح .. وفي الماء .. وفي النبات
ونحن معجونون بالألوان والأصوات
لن تفلتوا..
لن تفلتوا..
فكل بيت فيه بندقية
من ضفة النيل إلى الفرات..
لن تستريحوا معنا..
كل قتيل عندنا
يموت آلافا من المرات..